الإرهاب وسبل معالجته

مروان الفاعوري

مقدمة

يشكل موضوع “الإرهاب” قلقًا مستمرًّا لدى أبناء العالم أجمع، محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، إذ لا مناص من التأثير أو التأثر بمخرجات الإرهاب فكرًا وثقافةً وسلوكًا اجتماعيًّا، الأمر الذي يستوجب على الجميع الاستنفار الحقيقي، للوقوف أمام ظاهرة الإرهاب، ومحاولة بيان أسبابها وتداعياتها، وتأثيراتها على حياة الأفراد والشعوب محليًّا وإقليميًّا، بحيث نقدم التوصيف الحقيقي الذي يسند صاحب القرار وصانعه في مؤسساتنا السياسية، لعل وعسى أن يكون ذلك بابًا من أبواب تقديم النصح والمشورة التي تُفْضي في نهاية المطاف إلى خلق رؤية لدى دولنا مجتمعة ومنفردة، حول ضرورة التعرف إلى ظاهرة الإرهاب، أسبابًا ونتائج، مما يعين على مواجهة كل تأثيراته، وبحيث يت التوصل إلى حالة من التوافق الدولي حول توصيف معنى الإرهاب العام، بعيدًا عن لصقه بفكر أو دين، أو معتقد أو شعب خاص، إذ لا يستقيم الأمر أن يُوصَم دين بعينه، أو شعب أو فكر بأنه إرهابي، ما لم يكن ذلك الدين أو الفكر أو الشعب أو الدولة تمارس إقصاءً للآخر، وتدميرًا له، وهضمًا لحقوقه، ونكرانًا لوجوده، وتعنتًا في تطبيق معايير الإنسانية، وما يتطلبه ذلك من حقوق مشروعة.

سوف تعرض هذه المقالة عدة مفاهيم للإرهاب مبينة أسباب الخلاف والتصورات المتباينة حوله، ثم تعرض الأدوار المتنوعة فكرياً ودينياً وسياسياً في معالجة الإرهاب والقضاء على جذوره