التعايش المذهبي في عمان: مظاهره وأسبابه

الملخص

شهاب بن حمود بن حمد التميمي

 

التسامح الديني مبدأ قرآني من حيث كونه أساسا للحوار والتعايش الديني. وليس التسامح مقتصرا على كونه مع المخالف في الدين فحسب بل هو أدعى وأوجب مع المسلم المختلف في المسلك والمذهب؛ لما له من أثر في وحدة الأمة وردم فجوة الشقاق بين أفرادها. ولهذا التسامح الديني المذهبي صور شهدها الواقع وسطرتها الأيام في بعض بقاع العالم الإسلامي وعبر تاريخه. عُمَان، تلك البقعة القابعة في الجنوب الشرقي من شبه جزيرة العرب، هي إحدى تلك البقاع التي كان للتسامح الديني المذهبي فيها نصيب وافر؛ فلم يسجل لنا التاريخ العماني تناحرا أو تصادما طائفيا أو مذهبيا بالمعنى الصحيح للكلمة شهدته هذه البلد من العالم الإسلامي. في حين أن هناك من أبناء الأمة الإسلامية للأسف من انغمست أيديهم في صراعات طائفية دامية أزهقت فيها أرواح وخربت فيها بلدان. من هنا جاءت هذه الورقة لتحمل عنوان (التعايش المذهبي في عمان: مظاهره وأسبابه). هذه الورقة تركز على صور ومظاهر هذا التسامح في القديم والحديث، مع استجلاء الأسباب الواقعية والعملية وراءه. وتهدف الورقة عموما إلى تسليط الضوء على هذا النموذج من التسامح الديني حتى يتسنى للمجتمع المسلم عموما أخذ الفائدة منه، مما سيكون له بإذن الله إسهاما في لم شتات الأمة ورأب صدعها. على أن من أهداف الورقة أيضا تقريب مفهوم التسامح إلى الأذهان من خلال أمثلة واقعية، وتوضيح الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى التسامح الديني المذهبي، وربط عوامل التسامح بالواقع مع توضيح إمكانية تحقيقها. وتدعو الورقة في ختامها إلى توفير كل السبل وكافة الأسباب الداعية للتسامح الديني المذهبي بين أفراد الأمة ليعودوا جميعا منتظمين في سلك الوحدة؛ فيعيدوا للأمة مجدها ورفعتها؛ داعية للخير وقائدة للأمم