عيسى حميد العنزي
مساعد راشد العنزي
المقدمة
الحق بالعمل من حقوق الإنسان الأساسية، والتي بفقدها يمكن فقد الإنسان نفسه، خاصة وأن التمتع بهذا الحق يترتب عليه التمتع بالعديد من الحقوق، كحق تكوين أسرة والعيش عيشة كريمة وربما الحياة، وبالعكس، فإن حرمان الإنسان من هذا الحق يترتب عليه بالتبعية فقدانه للعديد من الحقوق منها ما سبق الإشارة له. وقد دعت الشريعة الإسلامية إلى العمل، وأكّدت الحثّ بما لا مزيد عليه من النصوص والمفاهيم والمواقف العمليّة : منها قوله تعالى: (هو الذي جعل لكم الارض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النّشور) [1] ومنها قوله تعالى: (فإذا قُضيت الصّلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله)[2] ، ومنها قوله تعالى: (وابتغ فيما آتاك الله الدّار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدّنيا)[3]
كما وترجع جهود إقرار هذا الحق إلى ما قبل بزوغ نجم منظمة الأمم المتحدة واستمرت بوضع مسودة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، وتعزز هذا الحق بتصدره قائمة الحقوق التي تضمنها العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ذا الطبيعة الملزمة. ولم تحل هذه الجهود دون سعي منظمة العمل الدولية التي يعود تاريخ إنشائها إلى أوائل عام 1919 إلى وضع وإعمال طائفة واسعة من الصكوك المتعلقة بحقوق العمال منها الحق بالعمل. فخرجت مسألة منح الحق بالعمل من الإطار الوطني لتصبح جزءاً لا يتجزأ من النظام الدولي.
لذا خصص هذا البحث لاستعراض حق العمل ودور كل من منظمة العمل الدولية والدول فرادى في تعزيز هذا الحق مع الإشارة إلى الوضع في دولة الكويت كلما أمكن ذلك.
[1] سورة الملك الأية 15
[2] سورة الجمعة الأية 10
[3] سورة القصص الأية 77