ليث سعود جاسم
إيمان محمد عباس
المقدمة
هذا البحث يعالج مرحلة من أخطر المراحل التاريخية التي مرت بها الأمة المسلمة حيث انتقلت من الدولة الواحدة نحو التفكك الى دويلات، ومن الخلافة الإسلامية إلى النظام العلماني، والذي تعرض في بداياته كثير من العلماء والمفكرين إلى حالة إنعدام وزن بين الانبهار الفكري بالغرب وصدمة إلغاء الخلافة؟ واستبدال القانون الإسلامي بالقانون العلماني، واستبدال الدستورية الشرعية بالمشروطية، و قد سجلت مجلة المنار تاريخ هذه التحولات وأصداءها على الأمة الإسلامية من خلال قراء المنار ومواقفهم من المشروطية، والأهمية الأخرى أن مؤسس المنار الشيخ محمد رشيد رضا قد سجل لنا تاريخ هذه الحقبة بقلمه، والأهمية الأخرى أنه يعد وريث مدرسة الأفغاني، ومحمد عبده، والكواكبي في مواقفه من الدولة العثمانية، ورؤيته لمنهجية الإصلاح، وانبهار بالنهضة الأوربية الحديثة، ثم كونه قد غالى في بعض المواقف، ثم تراجع عن كثير من رؤى تلك المنهجية وتبنيه لما يخالف شيخه محمد عبده ودوّن ذلك في المنار،وكتابه تاريخ الأستاذ الإمام، كل ذلك يعطي أهمية خاصة لرجال الإصلاح في دراسة التجارب وتقويمها، واستكشاف حقائق التاريخ على ضوء تجارب السابقين وبخاصة والأمة ما زالت تتعامل مع نفس الأطراف في التدافع الحضاري، وتواجه نفس مضمون خطط الهيمنة في ظل ما أسماه هينتجتن وفوكوياما بصراع الحضارات.