أهمية الحرية والعدل في تحقيق الوحدة بين المسلمين

د. نعمان جغيم
أولاً: في مفهوم الوحدة:
إنَّ الوحدة التي يمكن تحقيقها بين المسلمين ليست هي الاتفاق على كل صغيرة وكبيرة في جميع الميادين، فهذا أمر محال، وليست هي الطاعة العمياء والتسليم الكامل لطرف من الأطراف بحجة توحيد الصف، فهذا أمر مرفوض شرعا وعقلا وهو منشأ الفرقة والانحراف.
 
وإنما الوحدة المنشودة من منظور هذه الدراسة هي الوحدة الفكرية في الأسس المنهجية الكبرى للنظر العقلي في شؤون الكون والحياة في إطار من تعاليم الدين الذي جمعنا في أمة واحدة.[1]
 
كما تعني الوحدة المنشودة هي الوحدة في تقديم المصلحة العامة لشعوب الأمة الإسلامية على المصحلة الخاصة، وأن يكون بناء المجتمع المسلم وتقوية دعائمه وحماية مصالحه هدفا مشتركا يؤمن به ويعمل من أجل تحقيقه جميع أفراد الأمة على اختلاف أجناسهم وجماعاتهم وبلدانهم.
 
وتعني الوحدة فوق ذلك كله وحدة المواقف السياسية المصيرية التي تؤثر في مصير الأمة أو مصير جزء من أجزائها، والتعاون من أجل الدفاع عن بلاد المسلمين وحماية حقوقهم وكرامتهم، والتصدي المشترك لكل عدوان على ذلك، فضلاً عن الوحدة الاقتصادية التي تعطي الأولوية للتعاون والتكامل الاقتصاديين بين مختلف المجموعات والدول المسلمة بدل التبعية الاقتصادية للغرب.
 
[1] انظر: النجار، عبد المجيد: دور حرية الرأي في الوحدة الفكرية بين المسلمين (هيرندن/فرجينيا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1413هـ) ص30.