د. جمال أحمد بادي
– مقدمة:
تدخل الأمة الإسلامية اليوم الألفية الثالثة وهي تواجه تحديات كثيرة، من أهمها: العولمة وتداعياتها، وتهمة الإرهاب وتبعاتها، وتربص الأعداء وتكالبهم للسيطرة والتحكم في الموارد والمقدرات، فضلاً عن مكائد الصهيونية وأطماعها وخططها في المزيد من التسلط والقهر والاحتلال.
وفي مقابل هذه التحديات، نجد فرقة وشتاتا وتناحرًا يوشك أن تعصف بأبناء الأمة ودولها، كما نجد توسعاً في خلافات مذهبية وقومية تكاد تذهب بحقيقة الأمة وكيانها، وتشهد أراض الأمة نـزاعات وحروبا داخلية تذهب بثروتها، وتهدر دماء أبنائها، وإلى جانب كل ذلك نجد ضيقاً في النظر وتعصباً في المواقف.
إنّ القاعدة والأساس السليم لمواجهة كل هذه التحديات هي وحدة الأمة وتعاونها، ومن ثَم إذا كانت وحدة الأمة مهمة في كل عصر، فإنها باتت ضرورة ملحة في هذا العصر، نظراً لعظم التحديات السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والتربوية التي تجابه أبناء الأمة على الصعيدين المحلي والدوليِّ.
إن أسس تحقيق الوحدة الكاملة متوافرة في الأمة، وتكمن في الوحدة الثقافية والإحساس المشترك بالأخوة التي تقوم على قاعدة الدين، بعيداً عن العرق والعصبية والقبلية والقوموية، إلى جانب الشعور بالمسؤولية المشتركه في حماية الدين ورعاية المجتمع والنهوض به.