د. عبد الرحمن حمود السميط
مقدمة
مع الزيادة المستمرة في هيئات العمل المدني المستند إلى القيم والتعاليم والمقاصد الإسلامية في البلدان العربية والإسلامية، ومع النمو التراكمي لخبراتها في العمل الميداني المتصل مباشرة مع القطاعات الواسعة من الجماهير، بدأت هذه الهيئات تقوم بدور متزايد الأهمية في الكشف عن الأصول الأخلاقية والمعنوية والقيمية لوحدة الأمة الإسلامية من ناحية، وعن التشابه الكبير في القضايا والمشكلات التي تعاني منها شعوب هذه الأمة من ناحية أخرى. ومن ثم يمكننا القول – ومن واقع خبراتنا الميدانية في العمل الخيري الإسلامي على مدى أكثر من عقدين – أن جهود وأعمال منظمات العمل الأهلي ومؤسسات المجتمع المدني ذات المرجعية الإسلامية من شأنها أن تسهم – وهي تسهم بالفعل – في توثيق روابط الأخوة، وفي تمتين أواصر الوحدة بين شعوب الأمة الإسلامية ، وأن كل نجاح تحققه في هذا الميدان سوف يصب بالضرورة في اتجاه تحقيق التقارب والترابط بين شعوب الإنسانية كافة، ومن هنا تلتقي جهود المنظمات والهيئات المدنية الإسلامية مع جهود المنظمات والهيئات المدنية في المجتمعات غير الإسلامية للعمل من أجل مصلحة الإنسان بوصفه إنسانا ًعلى الصعيد العالمي بصفة عامة، وفقاً لمعايير ومبادئ سامية لا تصادم فطرته ولا تهدر كرامته.