العنف الزوجي: جذوره التاريخية و تطور دلالاته
فهيمة حامد علي شاش*
يسعى هذا المقال إلى تتبع ظاهرة العنف بوجه عام و العنف الزوجي بوجه خاص، عبر مختلف الحقب التاريخية للحضارة الإنسانية، كما يسعى لتتبع تطور مفهوم العنف، واتساع دلالاته، وتعددها وفقا لتعدد ميادين التخصص التي تتناوله بالدراسات و التحليل
يعني العنف من حيث تعريفه اللغوي”الخرق بالأمر وقلة الرفق به، والتعنيف يعني التوبيخ والتقريع واللوم”1. وعنف يعنف عنفا و عنافة بالرجل وعليه: لم يرفق به وعامله بشدة، واعتنف الأمر:أخذه بشدة، و العنف (بالضم و الفتح و الكسر)، ضد الرفق..
Violare كما تعني الكلمة في الجذور اللاتينية ”السمات الوحشية بالإضافة إلى القوة والفعل فيولار والتي تعني العمل بخشونة والانتهاك والأذى”2، وفي الفرنسية، وفقا لمعجم هاشيت، فإن كلمة فيولانس تعني”القوة الوحشية التي تمارس ضد شخص ما”2.
كما تعني في الإنجليزية، وفقا لمعجم أكسفورد “سلوكا يشتمل على القوة الجسدية الساعية لإيذاء أو إتلاف أو قتل شخصا ما أو شيئا ما”.3
كما تعني في مصادر أخرى “استخدام القوة الجسدية أو النفسية للتحكم و الإكراه وإحداث الأذى أو الموت” وترجع هذه الكلمة إلى الجذر اللاتيني فيس والذي يعني استخدام القوة والبأس دون اعتبار لمشروعية هذا الاستخدام.
* طالبة دكتوراه، جامعة محمدالخامس -السويسي، الرباط.