انعكاسات مضمون البرامج الأجنبية على البناء المعرفي للطفل المسلم “دراسة ميدانية”
د/اسمهان لمباركية بوشيخاوي *
مقدمة
إذا كانت الأسرة والمدرسةتنقل إلى الطفل المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم عن طريق التنشئة الاجتماعية فإن وسائل الاعلام والاتصال تعتبر امتدادا لدور الأسرة من خلال الاتصال المباشر والتفاعل لما تبثه من برامج وفقرات متنوعة وجذابة وذلك لما تقدمه من معلومات وما تحمله من إبهار وتأثير قوي على الجانب المعرفي للطفل و”يؤكد رايتwhiht أن جانبا كبيرا من عملية التنشئة الاجتماعية تتولى أمره أجهزة الاتصال فهي أحد المصادر العديدة التي يتشرب منها الطفل والراشد أنماطه الاجتماعية”. ومن أقوى أدوات الاتصال والتطبيع والتنشئة الأفلام الكارتونية المقدمة عن طريق التلفزيون الذي يحتل دورا هاما في حياة أطفالنا بحيث أصبح جزءا هاما من الواقع الذي يعيشه أطفال العالم على العموم وأطفال الجزائر على الخصوص، ولقد شغل ذهن الباحثين والمتخصصين على مدى سنوات متعددة البحث في طبيعة التأثير التي يمكن للأفلام إحداثها بين الأطفال. وتضاربت النظريات ما بين مؤيد ومعارض لتأثيرات السلبية والايجابية, فنشأ جدال حول تحميل التلفزيون مسؤولية ما يذاع من برامج الأطفال التي تسببت في مضاعفة السلوك العدواني لدى الأطفال وطغيان اللغة السوقية على القاموس اللغوي للطفل والتطبيع عن طريق الثقافات الأجنبية والدخيلة التي أدت إلى التخلي عن الطابع المحلي والتنكر للعادات والتقاليد الأصيلة وتقليد كل ما هو أجنبي ومستورد بحجة التقدم ومواكبة العصرنة .
* كلية العلوم الاجتماعية قسم اجتماع التربية- جامعة وهران. الجزائر
.