الرياضة في الإسلام أنواعها ومقاصدها

سالم بن حمد المحروقي

سعيد بن راشد الصوافي

المقـدمــة

          شاءت حكمة الله تعالى في خلق الإنسان أن يجعل له جانبان؛ جانب مادي، وجانب روحي، منهما تشكلت شخصية هذا الكائن البشري الفريد في تكامل تام، وقد جعل الله تعالى لكل جانب من هذين الجانبين متطلبات، لا بد من مراعاتها، ليتمكن الإنسان من تحقيق الغاية من وجوده على هذه الأرض، لذلك حظ الإسلام على المحافظة على النفس البشرية وحمايتها مادياً وروحياً؛ بل جعل الحفاظ عليها من مقاصد التشريع الإسلامي، وجعله من الضروريات التي لا تقوم الحياة إلا به.

          وبما أن التربية البدنية أو ما اصطلح عليه حديثاً الرياضة؛ وسيلة من وسائل تقوية جسم الإنسان، والمحافظة على صحته؛ فإنها ضرورة أيضاً من ضرورات الحياة، وذلك للمحافظة على النشاط البدني للإنسان على أكمل وجه، وكذلك تكون معينة للجانب الروحي؛ ((فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف))؛ فكلما كان الجسد صحيحاً وقوياً كان عوناً للإنسان على تحيق غايته في عمارة الأرض.

          وقد تختلف النظرة إلى الرياضة باختلاف الحضارات والفلسفات، فهي من الظواهر التي واكبت التاريخ البشري عبر مختلف الحضارات القديمة والحديثة، وتأثرت بأفكار ومبادئ تلك الحضارات وفلسفاتها.

          والإسلام يعتبر الرياضة بمختلف أنواعها جزءاً من حياة الإنسان؛ من حيث إنها تحافظ على جسده المادي، كما أنها تنير عقله، وتفتح مداركه، وتعينه على تأدية رسالته في الوجود.