الاستقامة الفكرية بين منطلقات القرآن الكريم ورؤى الفكر الحداثي محمد أركون نموذجًا

وليد فكري فارس وجميلة بلعودة

ملخص البحث

يدور هذا المقال حول الاستقامة الفكرية بين منطلقات القرآن الكريم ورؤى المفكر الحداثي محمد أركون، ويهدف إلى الكشف عن منطلقات الفكر السليم في ضوء المنهجية القرآنية للخروج من هذا الاستيلاب الحضاري الذي تفرضه الحداثة الغربية، مما يقتضي إعادة تصويب التفكير بما ينسجم مع مقررات الوحي الإلهي، كما سيعالج إحدى الإشكالات الفكرية الخطيرة، والمتمثلة في كيفية التعامل مع النص الشرعي عند أصحاب التيار الحداثي الذين حاولوا تفسير القرآن الكريم في ضوء المنطلقات الفكرية والفلسفية للحداثة الغربية في محاولة لبلورة منهجية جديدة لإعادة قراءة النصوص الشرعية في ضوء المناهج الحديثة. وذلك بالوقوف على طبيعة الانحراف في مسلكهم الفكري، لنكشف مواطن الزلل في المناهج الحداثية التي تسعى إلى التحرر من سلطة النص، وكذلك الوقوف على الأخطاء المنهجية في القراءات الحداثية التي انحرفت عن خط الاستقامة في المنحى الفكري، ومحاولة التنظير للتيه الفكري وزحزحة المرجعية القرآنية في فهم النص وقراءاته. واستخدمت الباحثة في هذا المقال المنهج التحليلي من أجل  الوقوف على منطلقات الفكر المستقيم في ضوء المنهجية المعرفية القرآنية، ومن ثم تحليل آراء محمد أركون في محاولاته لزحزحة الفكر الإسلامي بدءً من منطلقاته المرجعية والتشكيك في ثوابت هذه المرجعية من خلال توظيف ترسانة من المناهج الحديثة من أجل وضع القرآن الكريم على محك النقد التاريخي، ونقد المسلمات الدينية. ومن النتائج التي توصلت إليها الباحثة أن هدف أركون هو التشكيك في موثوقية القرآن ومحاولة أنسته ورفع القداسة عنه وزحزحته من حياة المسلمين. وتفكيك المرجعيات والتنظير للتيه الفكري، كما توصلت الباحثة إلى أن محمد أركون سعى إلى نقد المسلمات الإيمانية ولكنه لم يسلم من مسلمات الفكر الغربي التي تتحكم في مواقفه الواضحة. ومما يعاب عليه اعتماده على أطروحات هذا الفكر وتبني نتائجه دون تمحيص أو تدقيق.