غرس وتفعيل مفهوم وحدة الأمة
مدخل تربوي طويل المدى
د. فؤاد روّاش*
تمهيد:
حال أمتنا اليوم لا يخفى على أحد، ومكانتنا بين الأمم ليست بالمكانة المناسبة لعقيدتنا، وثقافتنا وحضارتنا، وكذلك كرامتنا، ولو بقي حال الأمة على ما هو عليه من غفلة وتهاون، وعدم تفاعل مع الأحداث العالمية الكبرى، فإن مستقبل الأمة لن يسرَّ إلا أعداءها، فوضعنا اليوم وضع أمة تخرج من التاريخ، وقد عبر عن هذا المعنى المرير أحد كبارالكتاب المعاصرين[1]، وذلك عندما أبلغه بعض تلاميذه برغبتهم في الاحتفال في المؤسسة التي يعملون فيها بعيد ميلاده الثمانين، فرفض الدعوة معتذرا بأنه لا يستطيع الاحتفال بيوم دخوله إلى الدنيا في الوقت الذي تخرج فيه أمتنا منها. والتصريح الذي أدلى به وزير السياحة الإسرائيلي يعكس ذلك الأمر المحزن كذلك حيث قال”إن الإسلام إلى زوال لمصلحة الديانتين الكبرتين اليهودية والمسيحية.. وإنَّ ما نراه ليس صحوة وإنما انطفاء لهذا الدين”مثل هذا الكلام – بغض النظر عن مدى صدقه – ينبغي ألا يُرد عليه بكلام، وألا يُتجاهل، بل ينبغي أن يدرس ويحلل وتتخذ حياله كافة الاحتياطات. ومما لا يحتاج إلى دليل أن عجز مناهجنا عن إعداد الفرد الإعداد القادر على تنمية الشعور بالانتماء إلى الأمة الإسلامية الكبرى يعد أحد أسباب الأزمة التي نعيشها
الآن، وتعديل مناهجنا التربوية بالأسلوب الذي يخدم قضيتنا يعد عاملا من عوامل انفراج الأزمة
1 الكاتب هو الأستاذ محمد حسنين هيكل رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية السابق، ووزير الثقافة المصري الأسبق ورد ذلك. القول خلال برنامج تليفزيوني عبر إحدى الفضائيات العربية.