موقف الإسلام من الآخر قرأة تاريخية تحليلية
د. يوسف محمود الصديقي
من ألطف ما يدرسه الإنسان في الإسلام موقفه من الآخر؛ ذلك أن دين الإسلام في أحد جوانبه الكبرى ما هو إلا موقف من الآخر أو الغير، فهو موقف واضح وبسيط وإنساني في جوهره؛ أخوي في مجملة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على شرح دعائم الإسلام وبيانها وإثباتها في موقفه من الآخر، كل ذلك بأسلوبه الواضح وبطريقته المحكمة.
نسعى في هذا البحث إلى إثبات وبيان أو إخراج وتذكير لغيرنا ولأنفسنا بموقف الإسلام المشرف والمشرق من الآخر.
وهذا الموقف من الآخر يبين لنا الارتكاز الحضاري للإسلام، الذي هو امتلاك الأمة المسلمة للقيم السماوية السليمة إلى جانب قيامها والتزامها بالاقتداء بصاحب الرسالة نبينا الكريم محمد بن عبدالله عليه أشرف الصلاة والسلام، في معاملته ودعوته للآخر. وهذه القيم المعيارية الحكيمة وضعت في شريعة الإسلام من منطلق متمثل في أن الصراع أو التدافع، أو الحوار الحضاري سنة اجتماعية، من سنن الله تعالى وقوانينه، الثابتة التي لا تتخلف، ولا تتبدل.